.... المسافرة ....

مسافرة هناك لما بينَ نارين
تلونني الأشجار الخضراء وتتراقص
على حواف قلبي الورود الشقية
المطر الممضوغ في قلب الغيوم
أبى إلا أن يمازح عاصفتين
يا عاصفة رحيلي توقفي ..اجزلي الشكر
نظرة صغيرة لبقعةٍ سوداء كانت تحت المجهر ..
كريات حمراء..خضراء.. صفراء..سوداء
تتراقص أمام مدى نظري
تلمس أنامل ملتصقة برحيق الوحدة
لا عودة لهناك حيثُ تسكننا الأطياف
تمتلك منا أمنيات مسلوبة ومرايا في قوارير الهوى
لا تماطلي يا خصلات شعري وتستفيضي عشقاً
فالمطر الأسود قد قطفَ كل السنابل
أحالها شوقاً لعصافير لا تنام
لا تعودي أدراجكِ
دعي اليقظة تمسح حبات المطر عن
جبينك البض بأزميل
رويداً..رويداً يختلس اليَ النظر
قوس قزح الذكريات المسطورة مع تباشير فجرٍ مضى
يسلبني أرادتي الحمقاء
عودي لما ُهدمِ من أكواخ الشاطيء المهجور
وأنتظري قد يعود ليرسمكِ ما بينَ شلالين
نجمة تعتصر أنفاس آخر قطرات المطر..
لا شيء..لا شيء يفصلكِ عن ذبذبات
تترنح وهي تشاطرك جنون الموج المتصدع
في آخر انهيارات جبلكِ الجليدي..
كوني أو لا تكوني أنا لكن ترجلي عن حصانك الأشهب
البقعةُ الصغيرة في ذاكَ المكان
تتلوى على أغصانها قطرات
أسيرة كانت ثم انطلقت من قمقم الذكريات
كرياحٍ لتهب على جبهتي المحمومة
عودي ..
عودي..
عودي..

فهـــــــــــل أعود ؟ أم أكمل المشوار
لأحركَ الجمرَ على النارين..؟؟